في طريق طلب العلم

 Image

طلب العلم نور يضيء دهاليز مظلمة في نواحي الفكر و يسلط الضوء على خبايا كانت هامدة غائبة أو مغيبة. حين تسلك درب طلب العلم تميط الغطاء عن جراحات قديمة و إصابات و علل في الفكر و النفس بعضها ناتج عن كونك لم تحرك يوما ذلك الماء الراكد في بركتها. البعض الآخر ناتج عن تراكم اخطاء شخصية و خارجية في التعامل مع العلم لسنوات صنع منك “اللا نظام” التعليمي مسخا لا أنت بالجاهل و لا أنت بالعالم و لست حتى ممن يحس انه قطع خطوات منهجية في طريق طلب العلم.
طلب العلم الحقيقي هو الذي يزعزعك، يضعك في مواجهة مع عيوبك و ضعفك، مع تعالمك و تعاميك عن عيوب الفكر. زعزعة شاقة لكن ترى في طياتها أكبر نعمة حينما تتمكن إثرها من مراجعة الأوراق و زعزعة القناعات و إصلاح الرؤية و تحديد الاهداف للبدء من جديد في طريق طلب العلم. في طريق علم يصنعك كطالب للعلم قبل ان تحصل العلم نفسه. طلب العلم رحلة للرقي بالذات الانسانية، و سيلة لفهم ذواتنا و فهم العالم من حولنا و وضع لبنات في بناء الحضارة الانسانية، و قبل ذلك و بعده سبيل للارتقاء بالروح نحو العلم بخالقها و حسن عبادته اللذان هما سر السعادة و الفلاح. و أنت تقرأ علومنا كمسلمين تشعر بالفخر بالانتماء لأمة هؤلاء هم علماؤها و ذاك علمها. الجهل بعلومنا جعل الكثيرين يظلمونها لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره. و صدق الشاعر إذ قال:

أتانا أن سهلاً ذم جهلاً ….. علوماً ليس يدريهن سهل
علوماً لو دراها ما قلاها ….. ولكن الرضا بالجهل سهل

تسربت أو سُربت إلينا افكار خاطئة من نظرة المجتمع المهينة لمفاهيم عديدة كالجد و الحفظ. كثيرا ما يتم ربط الحفظ بدرجة محدودة من الذكاء في تغافل عن كونه مهارة يحتاجها الانسان تماما كما يحتاج المهارات العقلية الأخرى من تحليل و استنتاج و ربط و غيرها. الحفظ في ديننا حفظ رعاية و العلم أمانة. النجاح في طريق طلب العلم هو أن يبني المرء نفسه عبر العمل بما يعلم، و كلما ارتقى درجة انفتحت أمامه عوالم أوسع و آفاق ارحب ليردد قول الإمام الشافعي رحمه الله:

كلما  أدبني الدهر أراني ضعف عقلي
و إذا ما ازددت علما زادني علما بجهلي

في زمن أصبح فيه كل ناعق ينعق بما لا يفقه ظلمنا حضارتنا و تنكرنا لهويتنا و لغتنا تحت مسميات حق أريد بها باطل كالانفتاح و الحرية و الابداع. نسبنا إلى ديننا ما هو منه براء من جمود و انغلاق و تعقيد. الإبداع يبنى على أسس صلبة بالاستفادة من تراكم التجربة الانسانية و النتاج المعرفي السابق أما الانطلاق من الصفر فغالبا ما يوصل للصفر.
نشهد اليوم أخطاء منهجية في التفكير ولعل ذلك ناتج بشكل كبير عن مدارس و مؤسسات صارت أعجز عن اسعافنا بأشخاص يمتلكون معارف مفيدة و مفعلة في الحياة الفردية و الاجتماعية فضلا عن بناء الفكر من خلال تكوين عقل منهجي و فرد فاعل في المجتمع.
مجموعة منا خرجوا من مسارهم التعليمي بمجموعة من المعلومات أو الشهادات التي أوصلت البعض إلى فرص للعمل، لكن أحسب أن القلة المحظوظة هي التي خرجت بفهم أعمق و إدراك للأمور و زيادة في التعطش للاكتشاف و فضول معرفي لم يوؤد في مهده كما يحدث للكثيرين للأسف في الأسرة و المدرسة و المجتمع. نحتاج حقا أن نتجاوز هم النجاح في “لا نظام” فاشل إلى منظومة تعليمية و واجتماعية تعلمنا كيف نتعلم و نعمل بما نعلم.

Renaître

Les perles du temps filent et passent les jours

Joies et maux défilent, soif au plaisir nous brûle

Et la boule bleue autour du soleil circule

Finit un tour, et une année part sans retour.

*************

Nouvel éphéméride, fêtes et beaux chants

Un brouillard heureux estompe le mal qui cède

A la trêve des confiseurs, doux intermède

Remplissant tous les cœurs d’espoirs évanescents.

**************

Éperonnés par l’ambition et le désir

On aspire rendre réels nos rêves et songes

A trouver bien être à ce que nos vies changent

Las! rien ne change et tout devient souvenir.

************

Ainsi continue la fuite de notre fin

Pensées bornées, corps friables et âmes d’antan

Dans ces êtres la mort retentit aux tréfonds

Et l’image fugace du bonheur se déteint.

*************

Vivre! dure désir de perdurer et d’être

Vivre sa vie et mille sens lui procurer

Pourvu qu’aux obsèques d’une année enterrée

Au cimetière Temps on se sente renaître.

Durable printemps

1118257_100003145785974_45227734_q

Impatiemment j’attends le matin, dit la nuit

Je cherche le soleil du ciel qui plus ne luit

Et mon obscurité crie : Ô lumière !

Je cherche le beau printemps, dit  l’hiver

Pour entendre gazouiller tous les chants

Et voir les belles fleurs dans les champs.

Je cherche la joie qui brillait dans les yeux

Et les sourires qui embellissaient nos cieux.

Je cherche la paix, crie soudainement la guerre

Je veux que la paix illumine l’univers.

Las ! Le matin sent le sang, déclare le jour

La haine jonche le monde et chasse l’amour

Faisant régner barbaries et crimes atroces

Dans un monde où le droit ne prime plus la force.

Souffrance et douleur envahissent notre monde

Et dans les cœurs retentit la peine profonde.

Les tyrans répandent la mort et la violence

Dans divers pays ils célèbrent leur arrogance

Et effacent toutes les valeurs par les armes.

Les cœurs se brisent et des yeux coulent les larmes

En Egypte, en Série et en Palestine

Des peuples endurent mort, terreur et famine.

Le monde revendique, crie puis il se tait

Impuissant, il espère que règne la paix.

Seul le palestinien apprend à l’univers

Que par la force de la foi et de la pierre

De la douleur, de la mort la vie va surgir.

Ces peuples marquent l’Histoire par leur résistance

Ainsi nous apprennent-ils en toute insistance

Que le grand espoir pourra encore survivre

Si l’on lutte ensemble  pour la dignité

De toute une Nation visant sa liberté.

Telle est l’histoire de notre révolution

Qui aspire devenir un durable printemps.

جمال المرأة بين الحقيقة و الوهم، و زينتها بين الدين و الواقع

77e1743829الجزء الأول

تأملت نفسها بارتياح بعد أن غيرت ملابسها للمرة الثالثة هذا الصباح لتبدو بالشكل الذي يرضيها. ألقت نظرة خاطفة على الساعة في معصمها وقررت أن تتنازل عن وجبة الإفطار فالوقت بالكاد يكفيها لإتمام زينتها. وقفت أمام المرآة، وضعت المرطب الخاص للحصول على بشرة مخملية غير باهتة، بسطت القليل من كريم الأساس لتوحيد لون البشرة ثم نثرت البودرة المضغوطة لإضفاء إشراقة مميزة. إستعملت قلم الكحل حول العينين، وضعت على جفنيها لونين من الظلال متماشيين مع ألوان لباسها، أضافت لمسات ناعمة بماسكارا عاقصة للرموش ثم مشطت الحواجب للأعلى وملأت الفراغ بشعيرات خفيفة بواسطة قلم الحواجب من نفس لون شعرها . وضعت أحمر الخدود لإضفاء نضارة على الوجه، حددت شفتيها بقلم خاص وملأتها بأحمر الشفاه من نفس اللون. وهكذا أنهت ماكياج الصباح الخفيف و ابتسمت لنفسها في المرآة دون أن تنتظر منها أن تخبرها أنها أجمل الجميلات فنظرات الإعجاب من المارة (و إن صاحبتها بعض المعاكسات) و عبارات الإطراء من زملائها و زميلاتها في العمل كفيلة بإرضائها. لبست حذاءها ذا الكعب العالي و حملت حقيبتها ثم خرجت تتهادى بثقة، شعرت بدفء أشعة الشمس تداعب وجهها، رفعت رأسها بكل تحد و خاطبتها: “تلألئي أو لا تتلألئي فإن لي واقيا يحميني من أشعتك فوق البنفسجية الضارة ببشرتي”.

تلك لمحة مختصرة عن الطقوس اللازمة للاستعداد للخروج عند كثير من النساء اللواتي يبحثن عن الجمال و يلهثن وراءه بكل الوسائل. طبعا لست بصدد إطلاق حملة لنصرة البشاعة و محاربة الماكياج (كما قد يتخيل البعض) و لكن في غمرة تساؤلاتي وجدتني أفكر وأتساءل عن المرأة و الجمال في عالمنا اليوم.

جبل الإنسان على حب الجمال في كل ما يحيط به، و لكن أصبح الجمال في كثير من مجتمعاتنا اليوم محصورا في المرأة خصوصا وربما بشكل مبالغ فيه في بعض الأحيان. و أقصد بذلك أننا اليوم أقل التفاتا إلى قيمة الجمال في بدائع الكون وفي الأشياء من حولنا.

 تعتبر مسألة مقاييس جمال المرأة من المواضيع المثيرة للجدل منذ الأزل. و لا يخفى التأثير الحضاري و الاجتماعي في تحديد هذه المقاييس و التي تتغير من عصر لآخر. و رغم تغير المعايير فإن فكرة الضغط الممارس على المرأة بفعل هذه المقاييس الخارجية و التي يحددها الآخرون لم تتغير بل تكرست بشكل أكبر في مجتمعات تمجد سلطة الصورة والجسد.

خبراء التجميل اليوم يقولون بأنه لا توجد امرأة دميمة أو لا تتمتع بجمال خاص، ولكن المرأة المسكينة لا تعرف غالبا مكامن الجمال و القبح في نفسها بل يلزمها استشارة أهل الاختصاص فهم أدرى بمواطن الجمال و لا يلزمها إلا اتباع نصائحهم التي لا تنتهي لإبراز جمالها باستعمال المراهم و الألوان و المساحيق و الإكسسوارات و اختيار الملابس و التسريحات التي ينصحونها بها.

طبعا كل يغني على ليلاه و يبحث عن مصالحه و له أن يعتبر أنه مبدع يحمل رسالة محاربة الدمامة و نشر الجمال و لو كان غير حقيقي، لكني لا أستسيغ فلسفة الجمال و التجمل السائدة اليوم  إطلاقا. الفلسفة التي تقوم على سلب المرأة صاحبة الشأن حقها في اختيار ما يناسبها بدعوى أن الخبراء يرون غير ذلك و أن قوانين الموضة هي التي تحكم. الفلسفة التي تقوم على تنميط الذوق الجمالي في المجتمع و قولبة النساء حسب أنماط جاهزة تعتبر هي المرجعية الوحيدة للجمال. الفلسفة التي تحاول إقناع المرأة أن السبيل الأول لرفع ثقتها بنفسها هو أن تلتزم بمعايير خارجية محددة تجملها في عيون الآخرين.  لا أتقبل هذا الحضور المهيمن للآخر في اختياراتنا وثقافتنا الذي كثيرا ما نربي عليه أبناءنا. الحضور المبالغ فيه للآخر في اختياراتنا و ووجودنا سمة غالبة في كثير من مجتمعاتنا تكرسها حتى الأمثال الشعبية:” كل حسب ذوقك (أو لا تأكل إطلاقا فمن ذا يراك) و البس حسب ذوق الناس”.

الإسلام في نظرته لجمال المرأة إنما يعتبره كنزا يتوجب صونه عن الأعين المتلصصة و ينأى بالمرأة عن أن تتحول إلى سلعة تُمتع نظر الآخر. لكن المؤسف أن فئات كثيرة من النساء تتبنى تصورا قائما على معايير متعارف عليها اجتماعيا فظهرت نماذج تستجيب لتصورات المجتمع أكثر من استجابتها لمفاهيم الإسلام. فمن جهة نجد نساء يفترض أنهن محتجبات يتفنن في تجميل ما ظهر من زينتهن كأن الحجاب مجرد غطاء للرأس. ومن جهة أخرى نجد محجبات تنازلن عن قيمة التجمل و الزينة حتى في بيوتهن كأنما لسان حالهن يقول ما دمنا نحجب جمالنا عن الآخر فما الداعي لأن نبرزه لأنفسنا أو للزوج وحده؟ و على طرف النقيض نجد أن غير المحجبات خصوصا العاملات منهن أو الأقل ملازمة للبيوت هن الأكثر عناية بجمالهن و اهتماما بأناقتهن على العموم.

أليس من العيب أن تتقبل الكثيرات منا أن تكن في بيوتهن بأقبح منظر بملابس لا تمت للتناسق بصلة و شعر منفوش و في أقصى حالات البهدلة، فإن طرق الباب هبت مسرعة لتتأنق و تتجمل؟ أليس من العيب أن تكون الزوجة في أبهى حلة و هي خارجة فإذا دخلت بيتها أزالت عنها كل أثر للتأنق و التجمل بدعوى أن ترتاح و تريح وجهها من الأصباغ و المساحيق و الملابس المتناسقة؟ أليست نفوسنا أولى بأن نعتني بها  لذواتنا قبل الآخر؟ أليس الزوج أحق بأن يمتع ناظريه و يسر بمرأى زوجته من الغرباء؟

هي أسئلة نابعة من واقعي المعيش ومن ملاحظتي للمجتمع في رحلة البحث عن معنى الأنوثة، عن الجمال كمكون أساسي يستمد أصوله من هويتنا و ذواتنا كنساء مسلمات قبل أن يكون تصورا جاهزا و نمطا فكريا سائدا نرثه و نتربى عليه،  عن معنى نعيه و نبنيه و نعيشه كل يوم. أسئلة و تأملات أتطرق إليها بإذن الله من خلال سلسلة من المقالات هذا أولها.

لا تبخلوا علي بآرائكم و تساؤلاتكم و اقتراحاتكم قرائي الأفاضل.

ما الذي يحول بيننا و بين الحياة التي نتمناها؟

vers cielكثر هم من يتمنون أن يحيوا حياة مختلفة و يحلمون بالتغيير، لكن من يحولون هذا الحلم إلى حقيقة قليلون جدا. لماذا لا نعيش الحياة التي نتمناها؟ حياة تكون انعكاسا حقيقيا لقيمنا و قناعاتنا في أدق تفاصيلها؟ حياة نعيش كل لحظة فيها بأسمى معانيها؟ حياة يقربنا كل عمل فيها من أهدافنا وآمالنا؟ لا أتحدث هنا عن تحقيق بعض الأهداف الجزئية، و إنما عن ذلك التصور الشامل المتكامل للحياة بكل تفاصيلها و جزئياتها و مختلف أدوارنا فيها. أتحدث عن ذلك الإحساس الدفين القابع تحت أنقاض المشاغل و الهموم اليومية بأننا بعيدون عن تحقيق معاني تميزنا في مجتمعات تجعل منا أشباه أناس. أتحدث عن ذلك الصوت الخافت الذي يهمس من ركن سحيق في عقولنا أنه يستحيل أن نكون نسخا مكررة و صورا متشابهة. أتحدث عن ذلك الاستنكار الداخلي الخفي لكون حيواتنا عموما دون مستوى يليق بكائنات فيها نفخة إلهية علوية  و مستخلفة في الكون .

في أعماق كل منا صورة ذهنية مثالية عن نفسه يفترض أن تكون حافزا للارتقاء بشخصياتنا. لكن لماذا في الغالب تبقى الهوة سحيقة بين تلك الصورة و الحقيقة؟ لماذا ذلك الفارق الشاسع بين علمنا و عملنا؟ لماذا لا نتحول إلى رجال و نساء أحلامنا؟

طبعا أقصد بكلامي تلك الفئة الواعية التي خرجت من مصاف الهائمين في درب الحياة سبهللا دون هدف ولا غاية. فبعد أن نعي وجودنا وتنضج عقولنا قد تتضح الرؤية و الوسائل الموصلة إلى تحقيق الغايات، و على الرغم من ذلك يحدث أن نتقاعس عن استفراغ الوسع كله من أجل الوصول، نخطو خطوة للأمام و نرجع خطوتين القهقرى. لماذا لا نملك تلك الرغبة و العزيمة القوية الكفيلة بأن تقض مضاجعنا و تطير الكرى من أجفاننا؟ تلك القوة التي تجعلنا نستغل كل دقيقة من وقتنا و نجند كل طاقاتنا و نتحدى ضعفنا؟

سبق لكل منا غالبا أن صادف ظروفا جعلته يبذل أقصى جهده و يتحدى الصعاب فأصبحت لديه فكرة عن طاقاته الحقيقية، لكننا سرعان ما نعود إلى أن نحيا بأقل مجهود عوض أن نعتبر ذلك نقطة نرتكز عليها و ننطلق منها لننمي طاقاتنا و قدراتنا ثم نتجاوزها.

هي أسئلة دوما تلاحقني و أنا أتوق إلى اليوم الذي تفارقني فيه حين تنتفي حقيقتها و أسباب وجودها. تأملت كثيرا حالي و حال من حولي في محاولة للفهم و تشخيص للداء، فخلصت إلى بعض مما قد يكون سببا لما نحن بصدد التساؤل عنه.

v   ضعف التوكل و الاستعانة بالله في مواجهتنا للشيطان الذي يسعى باستماتة لأن يبعدنا عن ما فيه صلاحنا و فلاحنا و نجاحنا.

v   عدم وضوح الرؤية والغاية بما يكفي لتجنيد كل جهودنا و وقتنا في الوصول إليها.

v   الغفلة و الانشغال عن الغاية بأهداف يجعلها المرء و المجتمع حاجيات أساسية في الحياة مع المغالاة فيها و تقديمها في سلم الأولويات على حساب ما هو أولى حقيقة.

v   ضعف الانضباط الذاتي و إتباع شهوات و هوى النفس مع طول الأمل و التسويف، إضافة إلى غياب أو ضعف المتابعة و المحاسبة.

v   ضعف الهمة في الأمة بحيث أن مستوى الطموحات و تحقيقها متدن بين الأفراد مما يجعل من يبذلون جهدا قليلا يحسون بنوع من التميز يتجاوز المتوسط العام فيرضون بذلك ثم يفتُرون.  كما أن الانتماء للفئة المتوسطة في المجتمع أو عدم الابتعاد عنها كثيرا يعطيان إحساسا بالأمان و التقبل عكس الارتقاء عن ما هو معهود عموما. من جهة أخرى فإن التوسط عدو التميز، لأنه قد يعطي شعورا بأن الأمور بخير و لا داعي للتغيير.

v   تسويق صورة النجاح السهل بأقل مجهود: في مجتمعات أصبحت السهولة فيها هي القيمة السائدة صار السعي المضني أمرا غير محمود و الركون إلى الدعة و الراحة هو المعهود. فأصبح الناس عامة يفضلون حياة عادية بأقل مجهود على أن يثابروا من أجل حياة مميزة زاهدين في النجاح الحقيقي المتطلب للجهود.

v   غياب المنهجية في الحياة و ضعف العلم بأسباب و كيفية تحقيق الأهداف.

تلك بعض الأسباب لعلنا إن وعيناها وعملنا على تلافيها وعلاجها نتحول من سؤال ‘’لماذا ‘’ إلى قوة الفعل و العمل الدؤوب، حتى يأتينا اليقين و كلنا يقين أننا قد استفرغنا الوسع في سبيل حياة إنسانية راقية، دون حسرة على ما كان يمكن أن يفعل و ما كان يمكن أن نكون. حتى نودع الحياة بأهداف سامية تحققت أو كنا ساعين بجد في تحقيقها، حتى لا نثقل سماء المقابر بأحلام تنضم إلى أماني تحلق فوق رؤوس أصحاب لها لم يستغلوا الفرصة لتجسيدها إبان حيواتهم فحملوها خائبين إلى مثواهم.

 ***************************************************

و أنتم أيها القراء الفضلاء ما هي تساؤلاتكم و تأملاتكم في هذا الموضوع؟ شاركونا و نورونا بآرائكم.