السير الى الله

magalat-2222_255254873

لا زلت أحس أني لم أولد بعد، ميلادا جديدا في رحلة النور و طريق المعاني. صحيح اني احس انني بفضل الله احوم حول منابع النور، لكن و رغم قربي منها فما أبعدني عنها.
كفراشة أنا، أحوم حول النور و الفراشة تظل كذلك و إن كانت ستحترق. اما انا فارجو من الله ان لا يبعدني عن النور و ان لزم الامر ان احترق عساني اكون ممن كانت بداياتهم محرقة فأشرقت نهاياتهم.

لا زلت احترق بنار المعاصي والتقصير في جنب الله. لا زلت اكتوي بنار الغفلة و الانشغال بالدنيا و ملذاتها و همومها. لا زلت أعاند عزيمة أريدها ان ترتقي نحو الثريا وهي بالكاد تبارح الثرى. لا زلت أرثي نفسي و سيري الأعرج المتقاعس في طريقي إلى الله؛ أخطو خطوة إلى الأمام و تعيدني نفسي القهقرى. لازلت ابحث عن مكمن الداء و يقتلني الألم حين اجد ان نفسي هي الداء، أقنط منها و من تخبطها و مقاومتها لمجاهدتي لها، تخر قواي و أبكي حالي و الشيطان يحاول ان يهمس لي اني ربما لم أخلق لهذه الطريق…

لكن في الروح حنين الى لذة العبادة و القرب و اليقين. في القلب شوق الى المعالي لا يرتقي اليه حالي. في الوجدان آمال قصر عن بلوغها عملي. في الفؤاد خوف و وجل أن يسوء مآلي, وفي الخاطر وازع خير يستميت حتى لا يموت صوت جهاد النفس في داخلي…

أعود و أرنو إلى الأفق عسى يمن علي الله بنظرة من نظراته و نفحة تغيرني من حال الى حال. أشتم نسيم الفجر و أبحث عن عبق من ريح تلك الجنان تحلق بي في سماء السمو و الرقي على بساط الايمان و الاحسان. في موسم الخيرات ألملم شتات نفسي و أقبل على مولاي بضعفي و ذلي و تقصيري و ألمي، اسأله ان يعينني لأحرق الشهوات بالطاعات، و البعد بالقربات، و السيئات بالحسنات. اسأله ان يقويني لاشعل نار الجد و الجهاد في ركام العجز و الكسل حتى تشرق روحي بالأنس بالله و دخول جنة الدنيا قبل جنة الآخرة، فأحس إذاك أني أولد مع كل فجر حين تولد الحياة و حين يبتدئ الصباح أستنشق نفحات القرب، أصبح وأمسي في مقام اليقظة، و في كل يوم بل في كل خفقة قلب أخطو خطوة جديدة في طريق السلوك و السير الى الله.

3 thoughts on “السير الى الله

  1. السلام عليك أم إسراء
    مبروك عليك المدونة الجديدة و العام الجديد 🙂
    كلام جميل جداً يعبر عن الكثير مما يختلج في نفوس الكثيرات منا، غير أنك أبدعت في وصفه
    الله يقدر الجميع على الطاعة والعمل الصالح

  2. ما شاء الله عليك، دائما تضعين الكلمات الصحيحة على تلك الأحاسيس والأفكار التي تخالجنا ولاندري كيف نعبر عنها.
    إن شاء الله تزيدلنا شي إسراء ؛)

أضف تعليق